بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
نسأل الله العظيم أن يتوب علينا لنتوب، وأن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.
إن باب التوبة مفتوح لا يُغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، وحينها ((لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا)) ويُغلق هذا الباب أيضاً إذا بلغت الروح الحلقوم، قال تعالى: ((وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ...))، والله تبارك وتعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ...، بل ويفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، فسارع إلى الدخول في رحمة الله، واحذر من تأخير التوبة، فإن الإنسان لا يدري متى ينتهي به العمر، ولن يستطيع أحد أن يحول بينك وبين التوبة.
والمسلم إذا أراد أن يرجع إلى الله لا يحتاج لواسطة كما هو حال الناس في هذه الدنيا، فإذا توضأت وكبرت فإنك تقف بين يدي الله يسمع كلامك ويجيب سؤالك، فاستر على نفسك وتوجه إلى التواب الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات.
والتوبة النصوح ينبغي أن تتوفر فيها شروط بينها العلماء كما يلي:
أولاً: أن يكون صاحبها مخلصاً في توبته لا يريد بها إلا وجه الله، فليس تائباً من يترك المعاصي خوفاً من رجال الشرطة أو خشية الفضيحة، أو يترك الخمر خوفاً على نفسه وحفاظاً لصحته، أو يبتعد عن الزنا خوفاً من طاعون العصر (الإيذر).
ثانياً: أن يكون صادقاً في توبته، فلا يقل تبت بلسانه وقلبه متعلق بالمعصية؛ فتلك توبة الكذابين.
ثالثاً: أن يترك المعصية في الحال.
رابعاً: أن يعزم على أن لا يعود.
خامساً: أن يندم على وقوعه في المخالفة، وإذا كانت المعصية متعلقة بحقوق الآدميين فإنها تحتاج لشرط إضافي، وهو:
سادساً: رد الحقوق إلى أصحابها أو التحلل وطلب العفو منهم.
ومما يعين التائب على الثبات ما يلي:
1- الابتعاد عن شركاء الجرائم وأصدقاء الغفلة.
2- الاجتهاد في تغيير بيئة المعصية، لأن كل ما فيها يذكر بالمعاصي.
3- الاجتهاد في البحث عن رفاق يذكرونه بالله ويعينوه على الطاعات.
4- الإكثار من الحسنات الماحية ((إن الحسنات يذهبن السيئات)).
وتقبلوا خالص تحياتي...